responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 300
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصد إليهم قبل أن يصلوا إليه [1].
وروى ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وقتادة والضحاك وغيرهم: أنه لما أمر الله تعالى أن يمنع المشركون من قربان المسجد الحرام فى الحج وغيره قالت قريش:
لتنقطعنّ عنا المتاجر والأسواق أيام الحج، وليذهبنّ ما كنا نصيب منها، فعوضهم الله عن ذلك بالأمر بقتال أهل الكتاب حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون.
قال ابن كثير: فعزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتال الروم لأنهم أقرب الناس إليه، وأولى الناس بالدعوة إلى الحق لقربهم من الإسلام وأهله، وقد قال الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [التوبة:
123] [2].
وأقول: إنّ الرأى الأول أشبه بالصواب، والله أعلم [3].

[شرح الآيات]
ولما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتهيؤ لغزو الروم، كان ذلك فى زمان عسرة من الناس، وشدّة من الحر، وجدب من البلاد، فكان أحب شىء إلى الناس
المقام فى ثمارهم وظلالهم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى غزوة ورّى عنها بغيرها، إلا ما كان فى هذه الغزوة فإنه بيّنها للناس لبعد الشّقة وشدة الزمان وكثرة العدو؛ ليتأهّبوا لذلك أهبته، فأمرهم بالجهاد وأخبرهم أنه يريد الروم، وحثّهم على النفقة والحمل فى سبيل الله، فجاء عثمان بن عفان إلى النبىّ صلى الله عليه وسلم بألف دينار فى ثوبه فصبّها فى حجر النبىّ صلى الله عليه وسلم، فجعل النبىّ صلى الله عليه وسلم يقلّبها بيده ويقول: ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم. وقال عثمان: يا رسول

[1] رواه الطبرانى فى" الكبير" (18/ 231) عن عمران بن حصين رضي الله عنه.
[2] انظر: البداية والنهاية لابن كثير (2/ 5).
[3] مما يصوب الرأى الأول، ويضعف الرأى الثانى: أن الرأى الثانى يظهر الإسلام أنه دين يغير على الناس بغية الطمع فى أموالهم، ويؤكد ما يطعن به المستشرقون الإسلام، بأنه دين ليس بعالمى، وأن الذى دعا العرب للخروج به من العرب إلى بلدان العالم: الفقر والفاقة وقلة الموارد الاقتصادية. لمزيد حول هذا المبحث، يراجع: جهاد الدعوة بين عجز الداخل وكيد الخارج للشيخ محمد الغزالى. وكتاب: الصحوة الإسلامية من المراهقة إلى الرشد للدكتور يوسف القرضاوى.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست